الـ«ماتريكس» الذي يجمعنا.. فيس بوك يبتلع الإنترنت


ساسة بوست – أحمد الخطيب
 هل سَبَق وأن حلمت حلمًا، يا نيو، وكنت متأكدًا تمامًا من أنَّه حقيقة؟ ماذا لو سُلِبتَ القُدرة على أن تُفيق من الحُلم؟ كيف ستتمكَّن من معرفة الفرق بين عالم الأحلام والعالم الحقيقي؟ -«مورفيوس» مُخاطبًا «نيو» من فيلم «المصفوفة» (The Matrix).
 أنتَ جئت إلى هنا عن طريق «فيس بوك». رُبَّما تشعر بالفزع قليلًا ممَّا سيخبرك به التقرير. أين ستذهب حينها؟ ستسرع إلى «فيس بوك» نفسه لتُخبِر «أصدقاءك» بما قرأت: «انظروا! إنَّ «فيس بوك» يحاول السيطرة على العالم!».
 ليس هذا حديثًا عن تأثيرات «فيس بوك» في التواصل بين البشر والعمل، أو حتى الحالة النفسية (مثلما تلاعب بمشاعر 700 ألف مستخدم في تجربةٍ نفسيةٍ دون علمهم)؛ كلُّها أمورٌ مهمةٌ، بالتأكيد، لكنها تُغفِل هدفًا يبدو أنَّ «مارك زوكربيرج» – الذي يُوصف بأنَّه «مهووس بالمنافسة وبأن يبني أحدٌ غيره شيئًا أنجح منه» – لن يهدأ حتَّى يُحققه: لا يسعى «فيس بوك» لأن «يشتري» الإنترنت أو يُصبح موقع التواصل الأكثر زيارةً بين مستخدميه (هو كذلك بالفعل)؛ «فيس بوك» يريد أن يكون هو «الإنترنت»، بطريقةٍ أو بأخرى.
 فيس بوك: كوكاكولا التواصل الاجتماعي

هل تعرف ما هي قوة «كوكاكولا» بالتحديد؟ هل هي المليار و900 مليون مشروب التي تُستهلك من منتجاتها يوميًا في 200 دولة (أكثر من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة)؟ رُبَّما لا؛ فقوة الشركات الحقيقية تكمُن في انتشارها، وبتعبيرٍ أدق، في قدرتك على الهروب منها.
هذا هو ما تفعله «كوكاكولا» بـ500 علامة تُجارية قد تستخدم الكثير منها دون أن تدري أنَّها مملوكة لـ«كوكاكولا».
وللسبب نفسه، لم تعُد قوة «فيس بوك» تكمُن، فحسب، في عدد مستخدميه النشطين، الذي يصل إلى مليار و600 مليون مستخدمٍ تقريبًا، بل في قدرتهم على الهروب منه، أو بالأحرى عجزهم عن الهروب من المنصات التي طوَّرها أو استحوذ عليها، مثل «إنستجرام» و«واتساب».
خيوط القصَّة تجتمع في تحقيقٍ أجراه موقع FastCompanyy بمصادر خاصة من داخل «فيس بوك» وخارجه. وفقًا لـ«جوش ويليامز»، مؤسس شركة Gowalla الناشئة (التي استحوذ عليها «فيس بوك» ثمَّ أغلقها) وأحد المبرمجين السابقين في «فيس بوك»، تأخَّر «زوكربيرج» وزملاؤه كثيرًا في إدراك مكمن قوة «فيس بوك» وكيف يريد الناس أن يستخدموه في المستقبل، رغم توافر معلوماتٍ لديهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام: تطبيقٌ واحدٌ أزرقُ كبيرٌ لم يعُد يكفي؛ يجب على «فيس بوك» أن يفصل خدماته عن بعضها قدر الإمكان.

دَعك من الشعارات الشهيرة التي تحتل واجهة تطبيقات التواصل والمحادثات: «فيس بوك»، و«واتساب»، و«إنستجرام»؛ فرهان «زوكربيرج» الحقيقي لبناء شيءٍ أسطوريٍ يجري في الخلفية: المحتوى، وتوصيل الإنترنت لكافة سُكَّان الأرض، وخدمات الموبايل وتحويلها إلى مصدر هائل للأموال، والواقع الافتراضي.. أو أن يتجنَّب «فيس بوك» مصير «تويتر» الذي يُصارع من أجل أن يبقى في مكانه، أن يبقى فقط.
يؤمن «زوكربيرج» بما يُعرَف بـ«طريقة الهاكر» في العمل، الذي تجلَّى في شعار «فيس بوك» الأوَّل: «تحرَّك بسُرعة وحطِّم الأشياء»؛ ويبدو أنَّ «تحطيم الأشياء» يسيرُ في خطَّة مُحددة لتحقيق خمسة أهداف ستُغير وجه الإنترنت.
 «فيس بوك» هو المصدر لا الناقل

مع كل تعقيدات الخوارزمية التي لم يكُن يتخيَّلها أحدٌ – حتى «مارك زوكربيرج» نفسه – حين أعلن موقعه «The Facebook» للمرة الأولى قبل 12 عامًا، كان نموذج عمل «فيس بوك» وعلاقته بالناشرين (المؤسسات الصحفية، والمواقع الإلكترونية، وقنوات التلفاز، و«صانعي المحتوى» بوجهٍ عام) يعتمد على أنَّ «فيس بوك» هو منصةُ تواصلٍ، يستخدمها الأفراد والشركات للوصول بـ«المحتوى» إلى الجمهور، سواءٌ أكان «الجمهور» هنا هم «الأصدقاء» أم «القُرَّاء» أم «المشاهدين».
لم يكُن «فيس بوك» قط مُنتِج المُحتوى أو مصدره؛ وهو الأمر الذي أحدث جدلًا منذ أشهرٍ حين أُثير سؤال: لماذا لا يدفع «فيس بوك» جزءًا من أرباحه لمستخدميه – الأفراد والشركات – (مثل «يوتيوب») نظير ما يصنعونه من محتوىً يستفيد منه «فيس بوك» في الإعلانات والأرباح؟ السؤال، على المستوى النظري، مشروعٌ بالتأكيد، لكن المستخدمين كان لهم رأيٌ آخر عبَّروا عنه ببساطة: سنستمر في مشاركة المحتوى على «فيس بوك» مجانًا، وبشراهة، بل سندفع لـ«فيس بوك» ليصل المحتوى إلى مستخدمين أكثر.
الآن طوَّر «فيس بوك» (بعد تجربةٍ مع ناشرين كبار مثل «نيويورك تايمز» وBuzzFeed، و«ناشونال جيوغرافيك») خاصية «المقالات الفورية» (Instant Articles) وسيُتيحها للناشرين كافةً في مؤتمره F8 Conference في إبريل (نيسان) المقبل.
ماذا يعني هذا بالضبط؟ باختصار، لن يضطر المستخدمون إلى ترك عالم «فيس بوك» حين يضغطون على رابطٍ لمقالٍ أو خبرٍ أعجبهم، وإنَّما سيُعرَض المقال أو الخبر داخل «فيس بوك» مباشرةً بسرعة تحميل تبلغ 10 أضعاف سرعة تحميل المواقع لاعتمادها على الذاكرة المؤقتة (cache)
في مستقبلٍ أكثر قتامةً للناشرين، وربَّما للصحافة نفسها، ستُصبح المؤسسات الصحافية والإعلامية بمثابة «قطاع إنتاج المحتوى في فيس بوك»، الذي سيحتل بدوره مكانة «رئيس التحرير» والمالك (مالك الخوارزمية وتقنية النشر) في آنٍ واحدٍ: أي ما يُعَد، في عُرف الصحافة والإعلام، سيادة شبه مُطلقة ستجعل اسم «فيس بوك» هو الأقرب والأكثر لمعانًا عند الحديث عن الأخبار والمقالات قبل منتجيها الحقيقيين.
 «فيس بوك» يُقدم لكم: الإنترنت

في النصف الأول من عام 2014، استحوذ «فيس بوك» على فريق شركة Ascenta البريطانية بصفقةٍ كلَّفت 20 مليون دولار أمريكي. ما تخصُّص الشركة؟ إنتاج طائرات دون طيَّار (drones).
وبعد عامٍ تقريبًا، أعلن «فيس بوك» إطلاق مشروع إيصال الإنترنت مجانًا إلى المناطق النائية في الدول النامية باستخدام طائرات دون طيار، وبالتعاون مع مبادرته Internet.org، ومُقدمي خدمات الاتصالات في 38 دولة؛ ليُقدِّم مشروع Free Basics فرصة تصفُّح مواقع مُعيَّنة مجانًا، «فيس بوك» هو أهمها بكل تأكيد (أوقفت مصر والهند خدمة Free Basics بعد تشغيلها لمدةٍ قصيرةٍ).
يبلُغ تعداد سُكَّان الأرض الذين يتمتعون باتصالٍ بالإنترنت حوالي ثلاثة مليارات و400 مليون إنسان، أي 46% تقريبًا من إجمالي البشر. قد يبدو هذا الرقم ضخمًا، لكنه بالنسبة إلى «فيس بوك» ومثيلاتها من شركات التقنية التي تُبشِّر بخططٍ طموحةٍ لـ«إنترنت مجاني للجميع»، سوقٌ مفتوحةٌ تُمثِّل كل دقيقةٍ غير مُستغلَّة فيها خسارة كبيرة
فيس بوك» ليس مشروعًا خيريًا (حتَّى وإن أعلن الزوجان «زوكربيرج» التبرُّع بـ999% من أسهمهما في «فيس بوك»)، يقول الباحث «إيفجيني موروزف» في مقالٍ بموقع «الجارديان» (تجد ترجمته هنا)؛ فالفقراء سيدفعون بياناتهم الشخصية ثمنًا له، وثمنًا لرغبة «فيس بوك» في «الاندماج الرقمي» لكل إنسانٍ على الأرض، حتَّى وإن لم يستطع تحمُّل تكلفة أي شيء على الإنترنت خارج إمبراطورية «فيس بوك».

فبقصدٍ أو دون قصدٍ، يضع «فيس بوك» نفسه في موضع الإنترنت بأكمله. لديك «فيس بوك»؛ إذًا لديك إنترنت.
 الموبايل
في عام 2014، كان السؤال الذي يؤرِّق «فيس بوك»، ومعها شركات التكنولوجيا كافةً، هو: هل يُمكن أن يُصبح عائد الاستثمار في خدمات الموبايل مُجزيًا حقًا؟
حتَّى وقتٍ قريبٍ، كان «فيس بوك» بالأساس – على الأقل في أنظار مستخدميه – هو «الموقع الأزرق» أو الصفحة الرئيسية (News Feed)، لكنه يريد من الآن أن تُعيد ترتيب معلوماتك وإدراكك لما يعنيه «فيس بوك» بصورةٍ جوهريةٍ، أقرب إلى منصَّة مُتكاملة على الأجهزة الذكية لا على أجهزة سطح المكتب (desktop).
ووفقًا للعديد من التقارير، سيُعلن «فيس بوك» في مؤتمره F8 Conference في إبريل (نيسان) المقبل عن إضافةٍ جديدةٍ لتطبيق «ماسنجر» رُبَّما تكون أكثر شيءٍ ثوريةً في عالم تطوير التطبيقات منذ إطلاق «متجر أبل» (App Store) في عام 2008: متجر لتطوير البرمجيات المُصغَّرة (Bot Store) يسمح للشركات والمُطوّرين بربط أعمالهم مباشرة بتطبيق «ماسنجر». ماذا يعني هذا؟ يعني أنَّك ستستطيع شراء وحجز كل شيء تقريبًا عن طريق «ماسنجر» نفسه؛ فعلى سبيل المثال: يُمكنك أن تطلب سيارة خاصة من Uber، وتحجز تذكرةً للسينما، وتطلب وجبةً من مطعمك المُفضَّل، وفي الأثناء تشتري أحدث ألبوم لمُطرب تُحبه.. كل هذا دون أن تفتح تطبيقًا غير منصة التواصل التي أجبر «فيس بوك» مستخدميه على الانتقال إليها بعد أن فصل خدمة المحادثات الفورية عن الاستخدامات الأخرى لتطبيق «فيس بوك».
هذه الإضافة تنضم إلى سلسلةٍ من الخواص التي أضافها «فيس بوك» إلى تطبيق الموبايل حوَّلته من مُجرَّد منصة للإعلانات ذات وصول (reach) مُرعب إلى منصة إعلان وبيع مُتكاملة، مثل: تحديثات التسوُّق (Shopping Feed)، وخدمة البحث عن المنتجات، وخواص جديدة للبيع المباشر لصفحات الشركات التي لا تستطيع بناء موقع خاص بها، والإعلان عن التطبيقات وتحميلها (الخدمة التي ضاعفت تحميل التطبيقات في الربع الأخير من عام 2015 بنسبة 196% ورفعت الإنفاق على الإعلان عن التطبيقات في العالم أجمع بنسبة 155%)
مثلما تنبَّأ «كريس ميسينا»، أحد مسؤولي التطوير في شركة Uber والموظف السابق بـ«جوجل»، أصبح 2016 هو عام «التجارة عن طريق المحادثات» (conversational commerce)؛ الأمر الذي قد يسمح لـ«فيس بوك» قريبًا بإعلان انتصارها التام في معركة إدرار الأموال من خدمات الموبايل (mobile monetization)
سيادة عالم الفيديو
رُبَّما تندم «جوجل» كثيرًا في السنوات المُقبلة لعجزها عن بناء شبكة «تواصل اجتماعي» تستطيع أن تُزاحم «فيس بوك» (لا نحتاج هنا إلى الحديث عن فشل «جوجل بلس»).
«يوتيوب» هو، بكل تأكيد، موقع الفيديو الأوَّل على الإنترنت، لكن هل تذكُر ما قلناه في بداية التقرير عن أحلام «زوكربيرج»؟
يُهيمن «فيس بوك» على عالم الفيديو شيئًا فشيئًا؛ فقد تجاوز في أواخر عام 2014 إجمالي عدد مشاهدات «يوتيوب» للمرة الأولى.
ولم يتوقَّف الأمر منذ ذاك الوقت؛ فالآن يتجاوز مستخدمو «فيس بوك» 100 مليون ساعة من مشاهدات الفيديو كل يوم، وأعلن الموقع قبل نهاية عام 2015 تحقيق ثمانية مليارات مشاهدة يومية للفيديوهات (بزيادة تُقدَّر بـ500% في ستة أشهر فقط)؛ واكتمل بناء وجود «فيس بوك» في عالم الفيديو (الذي يدعوه الكثير من متخصصي التسويق «مستقبل الإنترنت») بإضافة طريقة عرض خاصة للفيديوهات تُميزها عن أنواع المحتوى الأخرى على «فيس بوك» وتجعل المستخدم يسترسل في المشاهدة بدلًا من الضغط على زر التشغيل بالصدفة حين يعجبه فيديو بعينه، بالإضافة إلى خواص أخرى، مثل الفيديوهات بتقنية 360 درجة.
لا يؤثر هذا في فُرَص منصات مشاركة الفيديوهات فقط (مثل «يوتيوب»)، وإنَّما يقع تأثيره الأكبر والأكثر مباشرةً على صانعي المحتوى المُستقلين الذين قد تنسد منافذ ربحهم بسبب حقوق الملكية الفكرية، التي يتساهل «فيس بوك» في تطبيقها، ربَّما عن عمدٍ، لتحقيق أكبر أرقام في عدد المشاهدات؛ فمعظم الفيديوهات التي تُعرض على «فيس بوك» مسروقةٌ من صانعي محتوى على «يوتيوب». يمكنك مشاهدة تفصيل هذا الأمر في الفيديو التالي الذي أعدَّته قناة Kurzgesagt على «يوتيوب» من هنا.
ريادة مستقبل الواقع الافتراضي
غطَّت صفقة استحواذ «فيس بوك» على «واتساب» بقيمة 19 مليار دولار أمريكي في فبراير (شباط) 2014 على الصفقة التي تمَّت بعدها بشهرٍ تقريبًا باستحواذ جديد لـ«فيس بوك» على شركة Oculus VR بقيمة ملياري دولار.
على مستوى الأرقام تبقى صفقة «واتساب» الأكبر في تاريخ شركات التكنولوجيا والاتصالات، لكن الصفقة الثانية تحمل تطلُّعات مُستقبلية أكثر بكثير.
يُبشِّر «زوكربيرج» بمستقبل الواقع الافتراضي (Virtual Reality) وتطبيقاته في مجال التواصل الاجتماعي كلما سنحت له فرصة. تخيَّل أن تكون قادرًا، بعد مُدة قصيرة، على مشاركة أصدقائك وعائلتك تجارب كاملة يعيشونها معك (مثل الحفلات، أو السفر، إلخ) لا مشاركاتهم صورًا أو فيديوهات فقط، وأن تكون قادرًا على مشاهدة فيلم أو اللعب سويًا (حرفيًا)، وليس بطريقة الخدمات الحالية التي تسمح لك بفعل ذلك معهم في وقتٍ متزامنٍ في أماكن مختلفة.
رهان «زوكربيرج» هنا قد يبدو بعيدًا الآن، لكنه لن يكون كذلك عند إطلاق «الجيل الخامس» من الشبكات اللاسلكية المُتوقَّع في عام 2020 (لا يعرف أحدٌ في هذه اللحظة ماذا سيكون الجيل الخامس تحديدًا، لكنه سيكون أسرع 50 مرةً على الأقل من الجيل الرابع). قد لا يكون «مستقبل التواصل الاجتماعي هو في خدمات الواقع الافتراضي» فعلًا كما يقول «زوكربيرج»، لكن المؤكَّد هو أنَّ «فيس بوك» مُستعدٌ تمامًا إذا تحقَّق ما يتوقعه مؤسسه؛ فالتقنية موجودة ضمن شركته وتخضع إلى تطوير مستمر، والاستثمار في تطوير البنية التحتية لاستقبال الجيل الجديد من الشبكات يتزَّعمه «فيس بوك» مع مؤسسات عالمية أخرى، وتطوُّر خدمات الفيديو، كما يتوقَّع الخبراء، سيجعل المستخدمين توَّاقين إلى «شيء أكثر»
فيس بوك يسعى إلى عدم الاعتماد عليك
بالطبع لا يقف «فيس بوك» وحيدًا في عالم التقنية والإنترنت، والطرق أمامه ليست مُمهَّدة تمامًا؛ فشركات مثل «جوجل» و«أمازون»، ومواقع وشركات ناشئة مثل «سناب شات»، وخدمات أخرى عديدة، لديها نسبةٌ لا بأس بها من أوراق اللعبة.
ثقافة «فيس بوك» الحالية التي بناها «زوكربيرج» قد لا تسمح له ببناء تطبيقات تنتمي إلى فئة الأطفال والمراهقين (مستخدمي الإنترنت في المستقبل) الذين يجد الكثير منهم الآن «فيس بوك» مُملًا و«فات زمنه»، لكنه يواجه ذلك بالاستحواذات، مثلما فعل مع MSQRD الذي يسمح للمستخدمين بتبديل وجوه… لمَ لا ندع «مارك» يخبرك بنفسه؟
قد لا يُسيطر «فيس بوك» على العالم.. لكن من قال إنَّه يريد ذلك أصلًا؟
منذ عدة أعوامٍ (أو عدَّة أشهر) كان «فيس بوك»، بالأساس، يُوضَع دائمًا في مُقارنةٍ مع «تويتر»، أو «جوجل بلس»، أو غيرهما من شبكات التواصل الاجتماعي التي تسمح للمستخدمين باستكشاف طرقٍ جديدةٍ في التعبير (مثل «سناب شات» برسائله المُصوَّرة التي تُحذف بعد 10 ثوانٍ من مشاهدتها)، لكن «فيس بوك» الآن لا يُنافس مواقع وتطبيقات مثل هذه، بل يسعى إلى أن يكون كلُّ شيء على الإنترنت جزءًا منه، أو، على الأقل، أن يُمكن للمستخدمين فعل كل شيءٍ على الإنترنت تقريبًا عن طريق «فيس بوك».
هل تريد أن تختبر هذه الفرضية؟ راقب نفسك ولنَرَ كم تطبيقًا لا ينتمي إلى «فيس بوك» تضطر إلى فتحه واستخدامه عدة مرات في اليوم؟ احفظ هذا الرقم جيدًا وأجرِ الاختبار نفسه مرَّة أخرى بعد عامٍ أو اثنين؛ فرُبَّما يُذهلك ما تكتشفه لتعود، مرةً أخرى، لتشتكي إلى أصدقائك بشأنه.. على «فيس بوك».
الخيار الذي أعطاه «مورفيوس» لـ«ليو» في فيلم «المصفوفة» (The Matrix) مُرعبٌ حقًا، لكن الخيار الذي قد نواجهه في المستقبل القريب ربَّما يكون أكثر رُعبًا: الحبَّتان – الحمراء والزرقاء – تؤديان إلى الواقع نفسه (والحلم نفسه) برعاية «فيس بوك».

قناة البحرين... عوائد اقتصادية واستراتيجية لإسرائيل



كتب المختص بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي
في الوقت الذي اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، تجسيداً لرؤية مؤسس الحركة الصهيونية، "تيودور هيرتزل" وإسهاماً في تعزيز المشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية، رأت دراسة إسرائيلية أن مشروع قناة البحرين، الذي وقعت الأردن و"إسرائيل"، الأسبوع الماضي، على اتفاق لتنفيذه، دليل على أن الطريق المسدود الذي انتهت إليه الجهود لحل الصراع مع الفلسطينيين لا يؤثر سلباً على تطبيع العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
 وحسب الدراسة، التي نشرها "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أول من أمس، وأعدها سفير "إسرائيل" الأسبق في عمان، "عوديد عيران"، فإن "إسرائيل" ستكون الرابح الأكبر من تدشين مشروع قناة البحرين، الذي يقوم على ضخ مياه البحر الأحمر إلى مياه البحر الميت.
منوهاً إلى أن المرحلة الأولى من المشروع، التي ستبدأ في عام 2018 وتنتهي في عام 2020 ستشمل تدشين محطات تحلية للمياه في مدينة العقبة، الواقعة في أقصى جنوب الأردن.
وأشارت الدراسة إلى أن "إسرائيل" ستحصل وحدها على 50 في المائة من كمية المياه التي ستتم تحليتها، في حين سيتقاسم الأردن والسلطة الفلسطينية الكمية الباقية.
ومن المتوقع أن تنتج محطة التحلية بين 80 و100 مليون متر مكعب من المياه سنوياً.
وحسب الدراسة، ستشمل المرحلة الثانية من المشروع ضخ مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت بهدف استخدام المياه المتدفقة في إنتاج الكهرباء وإحياء البحر الميت والحيلولة دون جفافه.
وتستدرك الدراسة أن المشكلة التي تعيق تنفيذ مراحل المشروع تتمثل في تمويل المشروع، الذي تبلغ كلفته الإجمالية نصف مليار دولار، مشيرة إلى أنه تم حتى الآن تأمين 100 مليون دولار، قدمتها الولايات المتحدة.
ونوهت إلى أن الكثير من الخبراء يشككون في أن يكون ضخ مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت هو الوسيلة "الأقل تكلفة والأكثر جدوى" من أجل الحفاظ على البحر الميت.
وأوضحت أن مشروع قناة البحرين ينضم إلى قائمة من الشراكات الاقتصادية بين "إسرائيل" والأردن، مشيرة إلى الاتفاق الذي وقع في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، والذي بموجبه ستشرع إسرائيل، نهاية 2019، بتزويد الأردن بالغاز على مدى 15 عاماً، مقابل عشرة مليارات دولار.
ونوهت الدراسة إلى أن الصفقة مع الأردن تسهم بشكل جذري في تطوير حقول الغاز الإسرائيلية المكتشفة حديثاً، وأن مجمع الشركات التي تنقب عن الغاز ستستغل عوائد الصفقة مع الأردن في تمويل المرحلة الأولى من تطوير حقل "ليفيتان".
واعتبرت الدراسة أن تطور الشراكات الاقتصادية ومظاهر التطبيع بين إسرائيل والأردن دليل على عدم تأثير المعارضة التي يبديها البرلمان والشارع الأردني على رغبة الملك والحكومة في عمان في تواصل التعاون مع إسرائيل.
وأشارت إلى أنه إلى جانب العوائد المالية التي حصلت عليها من صفقة بيع الغاز للأردن، فإن إسرائيل ترى في مشاريع البنى التحتية الضخمة مع المملكة وسيلة تسهم في ضمان استقرار بيئتها الجيواستراتيجية في ظل تحولات متلاحقة تعصف بالمنطقة.
 من ناحيته، اعتبر نتنياهو أن مشروع قناة البحرين يمثل تجسيدا لـ"حلم" مؤسس الحركة الصهيونية، تيودور هيرتزل الذي توقع في كتابه "أرض قديمة جديدة" تدشين هذا المشروع.
ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" عن نتنياهو إشارته إلى أن المشروع سيعزز المشروع الاستيطاني في الضفة، على اعتبار أن المستوطنات اليهودية المقامة في منطقة غور الأردن، التي تشكل 28 في المائة من مساحة الضفة الغربية، ستحصل على المياه العذبة من محطة التحلية التي ستقام في العقبة.
وأشار إلى أن المشروع يمثل أحد ضمانات استقرار العلاقات الاستراتيجية بين "إسرائيل" والأردن، معتبراً أن هذه العلاقات "سليمة ومبنية على أسس سليمة". وتوقع أن تفي كل من اليابان والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة، بتعهداتها باستكمال تمويل المشروع.
وفي سياق متصل، نقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر في وزارة السياحة الإسرائيلية قولها إن من شأن المشروع أن يعزز قطاع السياحة في "إسرائيل"، على اعتبار أن قطاعاً كبيراً من السياح يتوجه إلى منطقة البحر الميت . 

هندسة الجهل... بقلم : محمد الحاجي


  




على مر الأزمنة، تصارع السلاطين والساسة على *حق امتلاك المعرفة ومصادر المعلومة*. فالمعرفة قوّة وسلاح، بشكلٍ يوازي المال والعتاد العسكري. ولأن المعرفة بهذه الأهمية، هناك من يحاول الاستئثار بها لنفسه. ولهذا تأسس مجال *«إدارة الفهم»* في الأوساط الأكاديمية والسياسية.
تُعرّف وزارة الدفاع الأمريكية مفهوم *«إدارة الفهم Perception Management»* بأنه أي *(نشر)* لمعلومات أو أي *(حذف)* لمعلومات لأجل التأثير على تفكير الجمهور والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح.
ولأن النشر والحذف يتطلّبان أساليب دقيقة ومعرفة تامة *بعلم النفس والسلوك والإدراك*، قام باحث ستانفورد المختص بتاريخ العلوم Robert Proctor بصياغة ما يُعرف ب: *"علم الجهل" Agnotolgy* وهو: *"العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة"!.*
بدأ *علم الجهل* في التسعينات الميلادية، بعدما لاحظ الباحث دعايات شركات التبغ التي تهدف إلى تجهيل الناس حول مخاطر التدخين. ففي وثيقة داخلية تم نشرها من أرشيف إحدى شركات التبغ الشهيرة، تبيّن أن أبرز استراتيجية لنشر الجهل كان عن طريق «إثارة الشكوك في البحوث العلمية التي تربط التدخين بالسرطان». ومن حينها انطلق لوبي التبغ في أمريكا لرعاية أبحاث علمية مزيّفة هدفها تحسين صورة التبغ اجتماعيا ونشر الجهل حول مخاطره.
كما هو مُلاحظ هنا، الجهل ليس *انعدام المعرفة* وفقط، بل هو *(مُنتَج)* يتم صنعه وتوزيعه لأهداف معيّنة، غالبًا سياسية أو تجارية. ولتوزيع هذا الجهل بين أطياف المجتمع، انبثقت الحاجة لمجال *«العلاقات العامة»*، الصنعة التي تُعتبر الابن الأصيل للحكومة الأمريكية على حد تعبير تشومسكي. فعن طريق لجان «العلاقات العامة» تم تضليل الرأي العام الأمريكي والزج به في الحرب العالمية سابقا وغزو العراق لاحقا، بما كان يُعرف بالـ Creel Commission.
هذا التضليل *استراتيجي ومُمنهج* حسب أساسيات علم الجهل، والتي تستند على قنوات ثلاث: - *بث الخوف لدى الآخرين*، - *إثارة الشكوك*، - *صناعة الحيرة*.
وليس هناك أنصع مثالا من *الحكومات* في تجسيد مبدأ إثارة الرعب لدى المواطنين لتمرير مصالحها وأجندتها.
فتارة، يتم *صنع أعداء وهميين* لتحشيد الرأي العام، وتارة يتم ترعيب الجمهور بالقدر المظلم إذا لم يشاركوا في هذه المعركة وتلك، وكأن الأرض ستفنى بدون هذا «الهجوم المقدّس». لا غريزة بشرية تنافس غريزة حب البقاء، ولذا من الممكن أن تبيع السمك في حارة الصيادين عندما تهدّد أمنهم وبقاءهم!
وأما *إثارة الشكوك* فهو ثاني أعمدة التجهيل، ويتم توظيفه غالبا في القطاع التجاري والاقتصادي، وهذا بالتحديد منهج الكثير من الشركات. فبعد هبوط مبيعاتها بنسبة 25%، بدأت شركة كوكاكولا العالمية بدفع ما يقارب 5 ملايين دولار لباحثين أكاديميين لتنفيذ مهمة تغيير فهم المجتمع حول أسباب السمنة، وذلك بتقليل دور المشروبات الغازية في انتشار السمنة وتوجيه اللوم إلى عدم ممارسة التمارين الرياضية! هذه *«الأبحاث المدفوعة»* يتم نشرها لإثارة الشكوك في ذهنية الفرد حتى يعيد تشكيل موقفه بما يتناسب مع أجندة هذه الشركات.
ولأن *كثرة المعلومات المتضاربة* تصعّب من اتخاذ القرار المناسب، يدخل الفرد في دوّامة من الحيرة حتى يبدو تائها وجاهلا حول ما يجري، ويزيد العبء النفسي والذهني عليه، فيلوذ بقبول ما لا ينبغي القبول به، طمعا في النجاة من هذه الدوامة، وهذه تحديدا هي الغاية!
*في هذا العصر الرقمي، بات الجهل والتضليل سلعة يومية تُنشر وتُساق على الجمهور، من حكومات وشركات وأصحاب نفوذ*.
و*الصمود* أمام كل هذه القوى يتطلّب جهودا ذاتية ووعيا مستقلا يبحث عن الحقيقة بعيدا عن العاطفة والأمنيات. وسيكون من قصر النظر وفرط السذاجة لو اعتقدنا أن "علم الجهل" و "إدارة الفهم" و "العلاقات العامة" محصورة على الغرب، بل هي أقرب إلينا من أي شيء آخر!

عائلة قوقل ومحفزات السعادة




عالم التقنية - عالم بوست / يُصادف اليوم مُرور ثمان سنوات على تعييني في شركة جوجل للمرة الأولى، فبعد يومي الأول هُناك لم أتوقع أبدًا أن اصمد داخل هذا الكيان طوال هذه الفترة، والمُميّز في هذه التجربة أنني مازلت استمتع كل صباح في الاستيقاظ للذهاب إلى الشركة والعمل هُناك.
قد تبدو المُدة طويلة جدًا، وهي كذلك بالفعل، لكن الشركة تمتلك ميّزات غير موجودة في الكثير من الشركات، وبالتالي حافظت على حماستي طول هذه الفترة، ومازلت حتى هذه اللحظة أتعلم شيء جديد كل يوم.
1-   العمر والأقدمية لا تعني أي شيء
خلال الشهر الأول لي داخل الشركة حضرت اجتماعي الأول وجلست بجانب أحد مُهندسي جوجل، عاملني هذا الشخص بلطف وتحدث معي وتناقشنا في عدة قضايا وكأننا أصدقاء منذ فترة طويلة، وبعد الانتهاء تبيّن لي أن هذا الشخص هو من قام بتطوير تطبيق Google Earth لنظام آي أو إس وعمل في آبل لأكثر من عشرة أعوام.
2-   لا تعمل مع أذكى الأشخاص فقط، بل مع أكثرهم لباقة
تركت جوجل لفترة من الزمن وعدت إليها من جديد، وجاء مكتبي إلى جانب مكتب شخص يُدعى Brian Kernighan، وهو مُهندس في ال 74 من عمره، وهو عُمر غريب بعض الشيء على موظف في جوجل، لكنه كان لطيفًا جدًا.
تفاجئت فيما بعد أن Brian كان من المُساهمين في اختراع لغة C المُستخدمة على نطاق واسع في برمجة أنظمة التشغيل المُختلفة.
3-   المُستخدم أولًا
تتبع جوجل قاعدة هامّة جدًا في جميع مشاريعها سواءً كانت جي ميل، يوتيوب، أو حتى تطبيقات الواقع الافتراضي تنص على أن المُستخدم يأتي أولًا قبل أي شيء آخر.
في يوتيوب على سبيل المثال كان هناك مُنتج جديد باسم AudioSwap وهو تطبيق كان من المُمكن أن يدر ملايين الدولارات على جوجل، وفي نفس الوقت جاء مُقترح مكتبة يوتيوب الصوتية التي تُقدم للمُستخدم بعض الأصوات والمؤثرات مجانًا.
جوجل رأت أن مكتبة يوتيوب الصوتية أفضل وأكثر فائدة للمُستخدم، وبالتالي أهملت AudioSwap واعتمدت المكتبة الصوتية وقامت بإطلاقها للمُستخدمين.
4-   المُهندسين ملوك الشركة
تعتبر جوجل أن مُهندسيها من أهم عناصر تكوين وبناء الشركة ولهذا السبب تعاملهم مُعاملة خاصّة وتحافظ عليهم طول الوقت، وتحاول دائمًا أن تطور من أساليبها لتقديم أفضل تجربة عمل مُمكنة لهم.
5-   التشجيع على التسلية
لا ترى جوجل أن العمل يعني الجدية طوال الوقت، فالموظفين بحاجة للترفيه عن النفس باستمرار لإتمام عملهم بأفضل صورة مُمكنة، فلا توجد شركة في العالم توظف فريق كامل لتغيير شعارها بشكل يومي احتفالًا بالشخصيات والأعياد العالمية. كما لا توجد شركة تقوم بإطلاق أسماء غريبة وطريفة على مُنتجاتها !
 6-   احترام الحياة الشخصية
بعيدًا عن العطلات الصيفية الطويلة، إجازات الأمومة، والمكافآت المُستمرّة، تُقدم جوجل رعاية لعائلة أي موظف بعد وفاته حيث يتم تقديم أسهم في الشركة لهم بالإضافة إلى 50% من راتب الزوج لمدة 10 سنوات إلى زوجته. أما أولاد المتوفى فيحصلون على 1000 دولار شهريًا حتى يبلغوا 19 سنة أو 23 إذا قرروا الذهاب إلى الجامعة.
الجميل في أن هذه الرعاية تُقدّم لجميع العاملين في جوجل سواءً قضوا 10 سنوات أو 10 أيام فقط !
7-   تُقابل الكثير من الموجهين Mentors
من ميّزات العمل في جوجل أنك ستقابل الكثير من الموجهين في حياتك أو الناصحين إن أحببت تسميتهم. عادة ما يبحث الإنسان عن ناصح واحد، لكن في جوجل بإمكانك إيجاد أكثر من شخص ليدلك على الطريق ويزيد من وعيك أثناء التفكير في مشاريع جديدة.
8-   حُب كلمة نعم
لم اعتقد ليوم من الأيام أن موظفي جوجل سيقدموا المساعدة للغير دون تردد وبشكل فوري، فما أن تطرح تساؤل أو تطلب مساعدة داخل المنتديات الحوارية حتى تتلقى مئات الإجابات للمُساعدة.
في يوم من الأيام كنت أتخيل وجود غرفة للواقع الافتراضي داخل مقر الشركة في مدينة نيويورك، وقُمت بالفعل بمراسلة المسؤول عن المقر هناك لأتفاجئ بعد أيام قليلة بوجود غرفة مُخصصة للواقع الافتراضي.
9-   التشجيع على التفكير بشكل كبير
يدفع لاري بيج مؤسس شركة جوجل جميع العاملين للتفكير بشكل كبير جدًا دون وضع قيود، بل يطلب يوميًا من العاملين العمل على مشاريع شخصية جانبية ليطلع عليها فيما بعد ويأخذ مشروع منها ويحاول تطويره ضمن مُختبرات جوجل.
10-  الموظف السعيد سيقوم بعمل بأفضل
يرى بعض المُشككين أن مكافآت العمل والوجبات المجانية من الأمور التي تُبقي الموظفين في أي شركة لفترة طويلة، إلا أن خبرتي في الشركة تقول عكس ذلك.
سعادة الموظفين هي الأهم للبقاء في الشركة والقيام بعمل أفضل، وبالتالي توفر جوجل أكثر من وسيلة للحفاظ على سعادة الموظف من مرافق ومُختصين نفسيين لمُساعدة الموظف طوال الوقت.
 هذه المقالة مُترجمة عن Jasson Toff أحد موظفي جوجل في قسم الواقع الافتراضي

فيشر له 1100 براءة اختراع ولم يكمل دراسته الإعدادية..تعرف عليه






الجزيرة نت - عالم بوست / ربما يجهل كثيرون اسم "آرتور فيشر" الذي توفي في منزله في بلدة والداختال بجنوب غرب ألمانيا في 27 يناير/كانون الثاني وله من العمر 96 عاما، لكن هذا العالم يملك من براءات الاختراع ما يتفوق به على إديسون رغم أنه لم يكمل دراسته الإعدادية.

فيشر الذي ترك المدرسة في سن 13 عاما ليعمل متدربًا لدى صانع أقفال في شتوتغارت، خرج بأول اختراع له عام 1947 عندما أراد التقاط صورة لمولودته الجديدة، ففي ذلك الوقت كان يستخدم مسحوق المغنيسيوم ليلعب دور الفلاش عند التصوير في الأماكن الداخلية، يلزم إشعاله بفتيل وهو ما كانت تصاحبه خطورة فضلًا عن رداءة الصورة.

ولحل هذه المشكلة اخترع فيشر آلية الفلاش المتزامن الذي يضيء عندما يفتح مغلاق الكاميرا، وقد اشترت هذا الاختراع شركة "آغفا" البلجيكية المتخصصة في صناعة الكاميرات، ليواصل بعد ذلك فيشر مسيرته بمئات من الاختراعات على مدى سبعة عقود مثلت حلولا لمشكلات فنية مزعجة.

فعلى سبيل المثال كانت تواجه عمال البناء وهواة إصلاح المنازل على حد سواء مشكلة إدخال برغي بإحكام في حائط من الجص، فاخترع عام 1958 تلك الإسفينة البلاستيكية المشقوقة التي يتم إدخالها في ثقب الحائط ثم يوضح البرغي داخلها، وكلما تم لف البرغي فإن تلك الإسفينة تمنعه من الخروج من الجص وكلما تعمق البرغي أكثر فإن جوانبها تتوسع لتضغط بشدة على الثقب.

ويُصنع حاليا نحو 14 مليون نوع من أسافين "فيشر" يوميا في مختلف أنحاء العالم.

وتقول مجلة دير شبيغل الألمانية عن فيشر "إن ما يمثله بيل غيتس للحاسوب الشخصي، هو ما يمثله آرتور فيشر لهواة إصلاح المنازل بأنفسهم".

ومن اختراعات فيشر الأخرى حاملات الأكواب ذات الغطاء القابل للطي، وفتحات التهوية، ومواد اللعب القابلة للأكل المصنوعة من البطاطا. وكانت اختراعاته المتواضعة تقود إلى فوائد جانبية، فقد طبق اختراعه إسفينة الحائط على سبيل المثال لصنع سلسلة من الأسافين الجراحية لتثبيت العظام المكسورة.

ويملك فيشر من الاختراعات ما يقدمه على توماس إديسون، الذي يملك 1093 براءة اختراع مسجلة باسمه، في حين يملك فيشر أكثر من 1100 براءة اختراع، وتقديرا لإنجازاته منحه مكتب براءات الاختراع الأوروبي عام 2014 جائزة الإنجاز مدى الحياة.

يشتهر فيشر في ألمانيا بحزمة اللعب "فيشر تكنيك"، وهي مجموعة من مكعبات النايلون مع محركات كهربائية، وخلايا حساسة للصور اعتاد طلبة المدارس والهواة استخدامها لصنع آلات وروبوتات، واستخدمها المهندسون لصنع النماذج الأولية.

ولد أرتور فيشر في 31 ديسمبر/كنون الأول 1919 في توملينجن التي أصبحت جزءا من بلدة والداختال، وكان أبوه خياطا، لكن أمه شجعته منذ البداية على تطوير قدراته وساعدته على إعداد مشغل في المنزل.

بعدما ترك المدرسة حاول دخول الجيش على أمل أن يصبح طيارا، لكنه كان ضعيف البصر وقصير القامة ويفتقر لشهادة الثانوية العامة، فتدرب ليصبح ميكانيكيا في سلاح الجو الألماني.

نجا فيشر من معركة ستالينغراد حيث غادر على آخر طائرة، ثم أسر لاحقا في الحرب في إيطاليا وأرسل إلى معسكر أسرى الحرب في إنجلترا، وبعد عودته إلى موطنه عام 1946 عمل مساعدا في شركة هندسية وبدأ صنع ولاعات ومفاتيح من الخردة العسكرية.

في عام 1948 أسس فيشر شركته الخاصة، مجموعة فيشر، التي تملك اليوم 42 شركة فرعية في كافة أنحاء العالم، ويعمل بها أربعة آلاف شخص وتبيع نحو 14 ألف منتج في أكثر من مئة دولة، والتي سيرثها بعد وفاته -ووفاة زوجته ريتا غونسر عام 2013- ابنه كلاوس وابنته مارغوت.