24 نصيحة للملياردير «وارن بافيت» في الاستثمار وتكوين الثروات
ساسة بوست - عالم بوست
بصافي ثروة تقدر الآن وفقًا لمجلة فوربس بـ 66.5 مليار دولار ليحتل المركز الثالث
في قائمة أغنى أغنياء العالم. رجل قد عركته السنون في الاستثمار وتكوين الثروات؛ إذ
يبلغ من العمر 86 عامًا. الرئيس التنفيذي للعملاقة «بيركشاير هاثاواي»القابضة التي
تعمل في خدمات الاستثمار، أسسها في العام 1955 ويتجاوز عدد موظفيها الآن 330 ألف موظف.
صاحبمؤسسة Buffett Foundation الخيرية وهي من أكبر المؤسسات الخيرية حول العالم. وهو
أعظم مستثمر في العصر الحديث؛ لكونه استطاع بناء هذه الثروة الضخمة، دون براءة اختراع
معينة، أو تقدم تقني ما، أو إرث ساعده في ذلك، أو تركة استند إليها، أو وظيفة براتب
كبير، ولكنه أقام هذه الإمبراطورية بأدوات استثمارية متاحة للجميع، بالحصافة، والحكمة،
والاستثمار بذكاء، والعمل الجاد. إنَّه العجوز الماكر «وارن بافيت».
ولد بافيت في العام 1930 في الولايات المتحدة لأب يعمل سمسارًا للأسهم، وقد أظهر
الطفل شغفًا شديدًا بالمال والأعمال في مرحلةٍ مبكرة من حياته، مع قدرات كبيرة على
إجراء العمليات الحسابية بسلاسة ويسر، دون الاستعانة بأدوات مساعدة. في عمر السادسة،
وبينما كان أقرانه يلعبون ويمرحون في الشوارع كان الصبي يخطط لأول استثمار في حياته؛
إذ قام بشراء 6 زجاجات كوكاكولا بـ 25 سنتًا، ثم باعها بـ 30 سنتًا؛ ليحقق ربحًا قدره
5 سنتات، و5 سنتات في العام 1936 لم تكن بالربح اليسير.
في عمر الحادية عشر اشترى أول أسهم له بشركة «سيتيز سيرفيس»، حيث ابتاع ثلاثة أسهم
بسعر 38 دولار للسهم الواحد، وبعدها انخفض سعر السهم إلى 27 دولارًا ليتلقى الصبي أول
درس في عالم المال والأعمال، ولكنه أظهر رباطة جأش كبيرة، فلم يبيع الأسهم، إلا بعد
أن ارتفع سعرها إلى 40 دولارًا.
حينما بلغ السابعة عشر كان قد جمع مبلغ 5 آلاف دولار من بيع وتوزيع الصحف، ثم التحق
بجامعة كولومبيا؛ لينهل من علم خبراء المال والاستثمار، وبخاصة أستاذه «بين جراهام».
يقول عنه «روبرت مايلز» في كتابه «ثروة وارن بافيت» «إنه مما يجدر أن نتأمله ونفهمه،
كيف استطاع رجلٌ واحد، من خلال تطبيق المبادئ والعمل الجاد، من بناء إمبراطورية مالية
ذات سيولة عالية، تقوم على سلسلة من المبادئ، منها أن الإنسان غني وفقًا لما يملك،
ولكنه ثري بما هو عليه من شخصية، وأن ثروة بافيت لا تتمثل في مقدار أمواله، بل في شخصيته
وإدارته واختيار مستشاريه ومبادئه الاستثمارية واستراتيجيته في التطبيق العملي».
إليكم بعض نصائح واستراتيجيات بافيت في الاستثمار وبناء الثروات، تم استخلاصها
من العديد من المصادر، سواء لقاءاته الإعلامية، أو رسالته السنوية للمساهمين في شركته،
أو المقربين منه، نبحر من خلالها في أروقة عقلية هذا الداهية. نصائح ربما لم تسمع عنها
من قبل، بخلاف المشهورة عنه، فلن نقول لك مقولته الشهيرة في الإنفاق، مثلًا «إنك إذا
كنت تشتري ما لا تحتاجه، سيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ما تحتاجه». أو عبارته
الشهيرة في الادخار «ألا تدخر ما يتبقى بعد الإنفاق، بل أنفق ما يتبقى بعد الإدخار».
أو حكمته الرائعة في المخاطر «ألا تختبر عمق النهر بكلتا القدمين»، لا بل نتطرق إلى
جوانب معينة ينبغي أن تكون عليها شخصية المستثمر الناجح.
1- تعلم كيف تدخر: يقول بافيت «أعتقد أن أعظم خطأ هو عدم تعلم عادات الادخار بشكلٍ
صحيح في وقتٍ مُبكِّر؛ فالادخار عادة ينبغي اكتسابها». ويوضح أنه إذا كانت لدى الشخص
القدرة على العيش بمستوى أقل مما هو فيه الآن؛ فيمكنه صنع أول مليون دولار بسهولة كبيرة.
2- يمكن أن يستغرق بناء السمعة 20 عامًا، وهدمها لن يتجاوز 5 دقائق فقط، فإذا كنت
تضع هذا الأمر في ذهنك؛ فحتمًا سوف تفعل الأشياء بشكل مختلف. واكتساب ثقة الأشخاص هي
ثروة لا تقدر بثمن.
3- من الأفضل أن تمضي الوقت مع أشخاص أفضل منك، حيث إن انتقاء الشركاء الذين يملكون
سلوكيات أفضل، سوف تنعكس سلوكياتهم الجيدة عليك.
4- منذ فترة طويلة علمني «بين جراهام» أن السعر ما تدفعه، أما القيمة هي ما تحصل عليه،
وذلك سواء كنا نتحدث عن الجوارب أو الأسهم، لذا فاشتر البضائع ذات الجودة عندما تنخفض
أسعارها.
5- الاستثمار الناجح يتطلب وقتًا وانضباطًا وصبرًا. مهما كانت الموهبة أو الجهد كبيرين،
فإن هناك بعض الأشياء التي تستغرق وقتًا طويلًا، فلا يمكنك أن تنتج طفلًا في شهر عن
طريق الحصول على تسع نساء حوامل.
6- الفرص تأتي نادرًا، لذا عندما تمطر الدنيا ذهبًا، ضع دلوًا، وليس كشتبان.
(الكشتبان هو القمع الذي يغطي طرف إصبع الخياط ليقيه من وخز الإبر). والمقصود هو
أن تستغل الفرص حينما تأتي أفضل استغلال ممكن.
7- تنويع الاستثمارات هو في الأصل حماية ضد الجهل المتعلق بهذه الاستثمارات، لذا من
المنطقي أن يكون هذا التنوع قليلًا لأولئك الذين يعرفون ما يفعلونه.
8- مفتاح الاستثمار هو ألا تقيم مدى تأثير هذه الصناعة أو المنتج على المجتمع، أو
إلى أي مدى سوف تنمو، وإنما تحديد الميزة التنافسية لأية شركة معينة، وقبل كل شيء،
تحديد متانة هذه الميزة التنافسية.
9- إنه أفضل بكثير أن تشتري شركة «رائعة» بسعرٍ«مناسب» على أن تشتري شركة «مناسبة»
بسعرٍ«رائع».
10- يقول وارن بافيت «سأقول لك كيف تكون غنيًا، كن خائفًا متى كان الآخرون جشعين، وكن
جشعًا متى كان الآخرون خائفين».
يعني بافيت من هذا القول أن مفتاح الاستثمار أن تشتري أثناء انخفاض الأسعار، وتبيع
حينما ترتفع، فعندما تنخفض الأسعار يُحجم الجميع عن الشراء؛ مخافة المزيد من الانخفاض،
فحينها يتعين عليك الشراء. وحينما ترتفع الأسعار يتوقف الجميع عن البيع؛ لتحقيق المزيد
من المكاسب؛ ظنًا منهم بمواصلة الارتفاع، فحينها يتعيَّن عليك البيع.
11- الفرق بين الناس الناجحين والناجحين حقًا، أن الناس الناجحين حقًا يقولون لا لكل
شيء تقريبًا. يعني بافت بهذا القول أن النجاح يتطلب تركيزًا شديد، فهناك الكثير من
الناس لديهم قوائم مهام طويلة to-do lists ويعملون على أن يكونوا أكثر إنتاجية، بينما في الحقيقة إن امتلاك قائمة للمهام
التي لا ينبغي فعلها not-do list هو أكثر أهمية، إذا أراد الشخص أن يفعل أشياء عظيمة.
12- تعلم من إخفاقات الأشخاص أكثر من نجاحاتهم: يؤمن بافيت أن في إخفاق الأشخاص دروس
وعبر أكثر من نجاحاتهم، لذا ينبغي استيعاب هذه الدروس جيدًا؛ فهي أكبر معلم.
13- إعادة استثمار الأرباح: تعلم وارن بافيت هذه الاستراتيجية مبكرًا، ففي المدرسة
الثانوية اشترى هو ورفيقه لعبة الكرة والدبابيس a pinball machine؛ ليضعها في صالون حلاقة. ومع المال
الذي كسبوه منها فقد اشتروا العديد من هذه الألعاب، حتى وصلت إلى ثمانية، كانت منتشرة
في المحلات التجارية المختلفة. وعندما باعوا المشروع، استخدم عائداته في شراء الأسهم،
وبدء أعمال تجارية صغيرة أخرى. وفي عمر 26 كان قد جمع 174 ألف دولار، بما يعادل اليوم
1.4 مليون دولار. والمقصود أنه حتى لو المبلغ صغير، فيمكنه أن يتحول إلى ثروة كبيرة.
14- وضح كل شيء متعلق بالصفقة أو العمل قبل بدئه: حيث يوضح بافيت أن قوتك التفاوضية
أو مقدار نفوذك على المساومة يكون دائمًا أكبر قبل أن تبدأ العمل، وهذا عندما يكون
لديك ما تقدمه للطرف الآخر. تعلم بافيت هذا الدرس بشكل قاس، عندما كان طفلًا؛ حيث قام
جده «إرنست» بتوظيفه وصديق آخر له من أجل إزالة الثلج الذي كان يغطي محل البقالة الخاص
بجده، بعد عاصفة ثلجية ضربت المكان، وظل بافيت وصديقه يقومون بتجريف الثلج لمدة خمس
ساعات متواصلة، حتى كادت أيديهم أن تتجمد، بعد ذلك أعطاهم جده 90 سنتًا فقط ليتقاسموها
فيما بينهم. حينها شعر بافيت بصدمة كبيرة، كيف أنه قام بكل هذا العمل المضني في مقابل
كسب هذا الأجر الضئيل؟ ومنذ هذه اللحظة كان بافيت يقوم بإحكام جميع الصفقات من خلال
توضيح جميع تفاصيلها قبل بدئها مع الجميع بما فيهم الأصدقاء والأقارب.
15- الاستثمار في الشركات والمؤسسات التي تنتبه إلى التفاصيل الصغيرة: يستثمر وارن
بافيت في الشركات التي يديرها مديرون يدققون في أصغر التكاليف مثل الشركة التي تحسب
عدد لفة التواليت مثلًا، وتتأكد من أنها 500 ورقة فعلًا؛ لمعرفة ما إذا كانت قد تعرضت
للخداع أم لا.
16- الحد من الاقتراض: العيش على بطاقات الائتمان والقروض لن يجعلك غنيًا. وارن بافيت
لم يقترض مبلغًا كبيرًا على الإطلاق. إنه يتلقى العديد من الرسائل التي ينفطر لها القلب
من أشخاص كانوا يعتقدون بأن الاقتراض يمكن التحكم فيه، ولكنهم أصبحوا غارقين في الديون.
وكانت نصيحته لهؤلاء الأشخاص: تفاوض مع الدائنين لدفع ما تستطيع، ثم عندما تكون خاليًا
من الديون، اعمل على توفير بعض المال الذي يمكنك استخدامه للاستثمار.
17- كن مثابرًا: مع المثابرة والإبداع يمكنك الفوز على منافس أكثر رسوخًا. استحوذ بافيت
على شركة «
Nebraska Furniture Mart» في العام 1983، لحبه وإعجابه الشديد بالطريقة التي تدير بها مؤسستها«Rose Blumkin»أعمالها.«Rose Blumkin» المهاجرة الروسية التي
بنت هذه الشركة في البداية بقرض من أخيها مقداره 500 دولار، وبالمال الذي وفرته من
بيع الملابس المستعملة؛ لتصبح أكبر متجر للأثاث في أمريكا الشمالية، حيث كانت استراتيجيتها
قائمة على بيع المنتجات بأسعار أقل بكثير من المنافسين، حتى إن منافسيها الكبار اتفقوا
مع المصنعين على منع التوريد لها، فقامت بالتعاقد مع مصنعين من خارج الولاية، واستمرت
في بيع منتجاتها بأقل من منافسيها كما كانت، كما أنها مفاوضة لا ترحم على حد تعبير
بافيت؛ حيث تجسد له الشجاعة التي لا تتزعزع، والتي تجعل من المستضعف فائزًا، ويضرب
بافيت بأسلوب السيدة روز في الإدارة المثل دومًا.
18- اعرف جيدًا متى تتوقف: عندما كان بافيت في سن المراهقة ذهب إلى حلبة السباق، وعندها
راهن على سباق، ولكنه خسر، ومن أجل تعويض خسارته راهن على سباق آخر، وخسر مرة أخرى،
ليعود خالي الوفاض، بعدها شعر بافيت بإعياء شديد جراء ما حدث؛ حيث إنه خسر ما يقرب
من أرباح أسبوع كامل. لم يكرر بافيت هذا الخطأ أبدًا مرة أخرى. حيث ينصح بأنه ينبغي
أن تعرف جيدًا متى تبتعد، أو تتخلى عن الخسارة، ولا تسمح للقلق بأن يخدعك لتحاول مرة
أخرى.
19- لا تخسر المال أبدًا: نصيحة وارن بافيت رقم 1، والتي يتبعها هو بقدر ما يستطيع
«لا تخسر المال» والقاعدة رقم 2 هي: «لا تنس القاعدة رقم 1
».
20- استثمر في ذاتك: يقول بافيت «استثمر في نفسك بأكبر قدر ممكن متى تستطيع، أنت أكبر
أصولك الخاصة حتى الآن». ويقول أيضا «أي شيء تستثمره في نفسك يعود عليك بعشرة أضعاف».
وخلافًا لأصول واستثمارات أخرى، فإن أصولك الخاصة التي هي نفسك «لا أحد يمكنه أن يحجز
عليها من أجل الضرائب مثلًا، أو أن يسرقها منك».
21- تعلم عن المال: جزء من الاستثمار في نفسك يجب أن يكون عبارة عن تعلم المزيد عن
إدارة الأموال. كمستثمر، يؤكد وارن بافيت أن جزءًا كبيرًا من وظيفته هي الحد من التعرض
والحد من المخاطر، وأن الخطر يأتي دائمًا من الذين لا يعرفون ما يفعلونه.
22- ابتعد عن الـ Bitcoin: «البيتكوين» Bitcoin هي عملة افتراضية مشفرة من قبل شخص مجهول، يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى كالدولار
واليورو، مع وجود عدة فوارق أساسية، منها: أنها عملة إلكترونية بشكل كامل يتم تداولها
عبر الإنترنت فقط، دون وجود مادي لها، وليس لها هيئة تنظيمية معينة. بافيت لا يؤمن
بالبتكوين؛ لأنها ليس لها قيمة حقيقية؛ حيث يقول «ابق بعيدًا عن البيتكوين؛ لأنها سراب
في الحقيقة، إنها طريقة فعالة لنقل كميات من المال، وهي أيضًا تسمح لك أن تبقى مجهولًا،
إلا أن الفاتورة تقوم بتحويل الأموال أيضًا، إن فكرة أن البيتكوين تمتلك قيمة حقيقية
عظمى هي برأيي مجرد مُزحة».
23- ليس من الضروري أن تفعل أشياء غير عادية للحصول على نتائج غير عادية.
24- يقول «تشارلز مونجر» نائب رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، والمقرب بشده من بافيت،
إن سر نجاح وارن بافيت في أنه يتعلم باستمرار. لذا فأفضل نصيحة يمكن الأخذ بها من وارن
بافيت هي إلزام نفسك بالتعلم مدى الحياة
-
0 التعليقات: