هآرتس: مصر وإسرائيل تعارضان سحب القوات الأمريكية من سيناء
تعارض مصر وإسرائيل اقتراحا أمريكيا بتقليص
المشاركة الأمريكية في القوات الدولية المتعددة الجنسيات في سيناء.
وتتخوف واشنطن من اصابة جنودها في الهجمات التي
تشنها "ولاية سيناء"، ذراع داعش، في شبه الجزيرة.
ويشير الكاتب الإسرائيلي في هآرتس "عاموس
هرئيل" إلى أن مصر تعارض ذلك، بالتنسيق مع اسرائيل، وقالت انها مستعدة للنظر
في نقل قسم من القوات الدولية من شمال سيناء، حيث تحدث غالبية العمليات، إلى وسط
وجنوب شبه الجزيرة، وذلك مقابل نشر وسائل تعقب تكنولوجية بدلا للمراقبين.
ويرجع معارضة مصر لهذه الخطوة لأنها قد تظهر
كإعراب أمريكي عن عدم الثقة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدرة حكومته على محاربة
الارهاب بنجاح.
ولفت إلى أن مصر قد عززت في الأشهر الأخيرة من
هجماتها الجوية وعملياتها ضد أوكار "ولاية سيناء" في شمال شبه الجزيرة.
وحسب ادعاء المصريين فقد قتل مئات رجال "التنظيمات الإرهابية" خلال هذه
الهجمات.
ويعتبر هرئيل أن الجهود الاسرائيلية والمصرية
ضد تقليص حجم القوات الأمريكية في سيناء، تشكل تعبيرا آخر عن العلاقات الوثيقة بين
إسرائيل ونظام السيسي.
ورغم أن "إسرائيل" لا تكثر من التطرق
إلى علاقاتها الأمنية مع مصر، إلا أن نائب رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال يئير
جولان، وصف هذه العلاقات بأنها "غير مسبوقة". وقال خلال تصريحات ادلى
بها للمراسلين الأجانب، بأن "إسرائيل" تقدم لمصر مساعدات في المجال
الاستخباري في الحرب ضد داعش.
وتم خلال الأشهر الأخيرة توفير أدلة أخرى على
التحسين المتواصل للعلاقات بين إسرائيل والقاهرة. فقد أكد وزير الأمن موشيه يعلون
ان قرار مصر تحويل جزيرتي تيران وسنافير إلى السعودية تم بعد تبليغ إسرائيل مسبقا.
كما يستدل على هذا التحسين من وصول حوالي 6000 سائح قبطي مصري إلى إسرائيل والضفة
الغربية في نهاية الشهر الماضي.
وكانت وكالة الأنباء "أي. بي" قد
نشرت في آب الماضي، بأن الولايات المتحدة تنوي تقليص قواتها في سيناء، لكنه لم
يطرأ أي تغيير منذ ذلك الوقت. ويخدم في سيناء اليوم حوالي 700 جندي امريكي، في عدة
معسكرات، اكبرها في الجورة، جنوب شرق العريش، وفي شرم الشيخ. وتشكل القوات الأمريكية
نسبة نصف القوات الدولية في سيناء، التي تشرف على تطبيق الملحق الأمني من اتفاق
السلام الإسرائيلي – المصري، والتأكد من عدم ادخال أسلحة تتعارض مع الاتفاق إلى
سيناء. لكن إسرائيل ومصر توصلتا عمليا في السنوات الأخيرة الى تفاهمات سمحت لمصر بإدخال
قوات عسكرية واسلحة الى سيناء لمحاربة الارهاب.
يشار إلى أن الهجمات التي استهدفت القوات
الدولية في سيناء كانت قليلة نسبيا، حتى الآن، وتقدر إسرائيل أن سبب ذلك يرجع إلى
كون الكثير من البدو في سيناء يعملون في معسكرات هذه القوات. لكن واشنطن تشعر بالقلق
ازاء امكانية تحول جنودها إلى هدف للإصابة أو الاختطاف، خاصة في حال حدوث
تصعيد آخر في الحرب المصرية ضد "تنظيمات الإرهاب" في سيناء. وعلى
هذه الخلفية توجهت الادارة الامريكية الى مصر وإسرائيل في موضوع تقليص حجم قواتها،
بنسبة الثلث تقريبا.
0 التعليقات: