عام على غرق الطفل الذي هز العالم..أيلان كردي
مرَّ عام على فراق الطفل السوري صاحب الثلاثة أعوام
“أيلان كردي” الذي هزت صور جثته طريحا على أحد الشواطئ التركية ضمير العالم، عقب غرق
قارب كان يقلّه مع شقيقه الأكبر ووالدتهما إلى اليونان.
وفي 2 سبتمبر/ أيلول 2015، عثرت فرق خفر السواحل
التركية على جثّة الطفل أيلان مع 11 آخرين، بينهم شقيقه ووالدته، الذين لفظتهم أمواج
البحر إلى شاطئ مدينة “بودروم” في ولاية “موغلا”، بعد غرق قاربهم أثناء التوجه إلى
اليونان بطريقة غير شرعية.
ونظّم، صباح الجمعة، عدد من المواطنين الأتراك مسيرة
على الساحل الذي وُجدت فيه جثة أيلان، لأحياء ذكرى فراقه، متوسلين من المولى أن يتغمده
وسائر الضحايا في رحمته.
وقال المتحدث باسم المفوض السامي لشؤون اللاجئين
بالأمم المتحدة، “وليام سبيندلر”، إن ألف طفل على الأقل، ماتوا غرقا في البحر المتوسط
وبحر إيجة، أثناء محاولة أهلهم العبور بهم إلى أوروبا، منذ أن توفي الطفل “أيلان كردي”
غرقا في بحر إيجة قبل عام.
وقال "سبيندلر"، في مؤتمر صحفي الجمعة،
في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، بمناسبة مرور عام على العثور على جثة الطفل السوري أيلان
على سواحل تركيا، إن 4 آلاف و176 لاجئا، غرقوا أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا، خلال
العام الذي مر على غرق أيلان.
وأضاف "سبيندلر"، أن ما معدله 11 لاجئا
منهم 3 أطفال، يغرقون يوميا، في البحر المتوسط، وبذا يصل عدد الأطفال الذين غرقوا خلال
العام الماضي، إلى ألف طفل على الأقل.
بدوره قال المتحدث باسم منظمة العفو الدولية
"جويل ميلمان"، إن 278 ألفا و327 لاجئا، وصلوا إلى أوربا، عبر البحر، خلال
الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، في حين فقد 3 آلاف و171 شخصا حياتهم، أثناء
محاولة الوصول إلى أوروبا.
المواطن “إسماعيل آكار” أحد الذين شهدوا الحادثة
العام الماضي، يسرد تفاصيل ذلك اليوم قائلا:
“أثناء مسيري اليومي على الساحل فوجئت بازدحام،
ومع الاقتراب أكثر صُدمت برؤية جثتين لطفلين، منهما واحدة يحملها أحد عناصر قوات الدرك،
الأمر الذي أصابني بالقشعريرة في سائر جسدي”.
وتابع آكار “لا تفارق صورة أيلان مخيلتي حتى اليوم،
وكلما أشاهد صوره على شاشات التلفاز أشعر بنفس القشعريرة التي أصابتني ذلك اليوم”
ويروي “أوغور أوزدوغان”، أحد الساكنين بجوار الشاطئ،
"كنا نشاهد من بيوتنا أعدادا كبيرة من القادمين للذهاب إلى اليونان، وكان الحزن
يملؤنا لكن لم نتمكن من فعل شيء لكثرة المهاجرين”.
ولقي أيلان حتفه لدى غرق القارب الذي كان يقل أسرته
في محاولة الوصول إلى اليونان، وتوفي كذلك شقيقه، غالب، ووالدتهما، في حين نجى والدهما
عبد الله كردي من الغرق.
وأثارت صورة جثة “أيلان كردي”، التي لفظها البحر
على أحد شواطئ بلدة بودروم في ولاية موغلا، موجة تعاطف مع اللاجئين السوريين في جميع
أنحاء العالم.
وكانت السلطات التركية اعتقلت في وقت سابق من العام
الماضي 4 سوريين يشتبه في تورطهم بتنظيم الرحلة التي انتهت بوفاة 12 مهاجر غير شرعي
من بينهم الطفل أيلان، عقب غرق القارب الذي
كانوا على متنه
واعتبر" فراق الطفل أيلان ميلادا جديدا لوقف
هذه الهجرات غير الشرعية، فحاليا توقفت بنسبة كبيرة، لاسيما بعد تنفيذ اتفاق إعادة
القبول الذي أبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي”.
0 التعليقات: