الاتفاق التركي الإسرائيلي .. بين تباين الآراء وفهم السياسة
أثار الاتفاق التركي الإسرائيلي الذي أنهى القطيعة
بين الطرفين على خلفية مجزرة مرمرة قبل ست سنوات، حالة من الجدل بين الفلسطينيين
في غزة خاصة، الذين علقوا آمالا على تركيا لرفع الحصار المطبق على رقابهم منذ 10
أعوام.
الآراء تباينت بين رافض ومندد بما أسموه
بالتطبيع التركي مع الاحتلال، فيما تحاول النخب فهم الحالة التي ألجأت تركيا إلى
توقيع الاتفاق متخلية بذلك عن وعود قطعها الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن رفع الحصار
عن غزة والذي من أجله أبحرت سفينة مرمرة وسالت الدماء التركية على مشارف غزة.
وقال الأكاديمي في الجامعة الإسلامية بغزة إن التطبيع
مع دولة الاحتلال مرفوض ومدان، ولا يمكن قبوله، مشيرا "مشكلة تيار المقاومة أنه
مُضطر للتعامل مع مطبعين من الداخل والخارج، ومضطر أيضاً أن يتعامل مع مُحاصِرِين لغزة،
وتوجيه الشكر أحياناً لهؤلاء المطبعين والمحاصرين.
وطالب بدوره " تيار المقاومة ألا يرفع سقف
توقعاته من أي طرف وألا يُعطي المحاصرين والمطبعين مع الاحتلال المديح الذي لا يستحقونه!
الدور التركي
أما المختص بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي
أوضح أن تركيا ليست هي التي تفرض الحصار على غزة، بل الكيان الصهيوني ونظام السيسي
وبتواطؤ أطراف فلسطينية وعربية أخرى، وبالتالي فأن هذه الأطراف هي التي تتحمل المسؤولية
عن معاناة غزة وأهلها.
وقال على حسابه على الفيسبوك " القيادة التركية،
حاولت من منطلق التزاماتها القيمية والأخلاقية رفع الحصار....وشتان بين من يحاول رفع
الحصار وبين من يتقرب للصهاينة بتشديد الحصار على غزة وأهلها.
ونوه أن "تركيا قوة إقليمية ذات مصالح كبيرة
ومتشابكة... وفي حسابات الدول تتقدم المصالح على حساب الالتزامات القيمية، سيما عندما
تتعرض تركيا نفسها لحصار روسي أمريكي أوروبي إيراني، وتقع تحت وطأة هجمة إرهابية غير
مسبوقة... تركيا لم تخض حرباً ضد إسرائيل وانتصرت فيها حتى نتوقع أن تفرض شروطها كاملة
على إسرائيل... علينا أن نتذكر أن تركيا التي نراهن على دورها إلى هذا الحد كانت قبل
وصول أردوغان وحزبه للحكم من أوثق حلفاء الصهاينة.
من جهته، لفت رئيس بيت الحكمة للدراسات ومستشار هنية السابق أحمد يوسف ، إلى أن الاتفاق
بداية بين تركيا وإسرائيل، وليس بين حماس وإسرائيل، ونحن كما غيرنا لسنا فاعلاً دولياً
نمتلك تعطيل الاتفاق أو اعتراضه، إذ ليس من سياساتنا التدخل في شئون الدول الأخرى
وقال على صفحة الفيسبوك الخاصة به " نحن ضد
تطبيع أي دولة عربية أو إسلامية لعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، ولكن علينا أن نتفهم
وضع تركيا، والتي تشهد تآمر على قيادتها السياسية، وتتعرض لتهديدات إرهابية يمكن أن
تطيح بنهضتها، وتبدد كل انجازاتها، وتدخلها في أتون فوضى المنطقة.
وأضاف "إن ما أدرجوه في الاتفاق حول تخفيف
الحصار عن قطاع غزة هو مسعى حميد، وجهد يستحق الشكر والتقدير، ولا يكلف الله نفساً
إلا وسعها، ومن كان له عتب أو لوم فليوجه انتقاداته لمن حاصرونا من أبناء جلدتنا، وأحكموا
الطوق - بقسوة - علينا، وكانوا بمواقفهم جزءاً من هذا الحصار الظالم. فقبل أن نلوم
تركيا أو نعتب عليها، علينا أن نوجه اللوم لقيادتنا السياسية الغائبة عن أي فعل، وأن
كل ما يهمها من الأمر هو أن تكون المساعدات عن طريقها أو بالتنسيق معها، حتى تظل مساهمتها
في الحصار قائم".
حماس بدورها ، شكرت الجهود التركية الرامية إلى
رفع الحصار عن قطاع غزة ، لكنها في ذات الوقت أكدت على موقفها الرافض لأي تطبيع مع
الاحتلال الإسرائيلي من أي جهة كانت.
جدل إسرائيلي
على الجانب الآخر ، انقسم الإسرائيليون بين
مؤيد ورافض للاتفاق الذي من المتوقع أن يحرك عجلة التبادل التجاري بين البلدين وذلك
بعد انخفاض التجارة بين البلدين في عام 2015 بنسبة 24%، مقارنة بعام 2014، ليبلغ
حوالي 4.1 مليار دولار.
في المقابل رفض جنود البحرية الذي هاجموا سفينة مرمرة
الاعتذار الإسرائيلي لتركيا ، فيما جددت عائلتا الجنديين المفقودين في غزة هدار
غولدن واورون شاؤول، مطالبة الحكومة باشتراط توقيع الاتفاق مع تركيا بإعادة جثتي
ابنيهما من غزة.
كما هاجم ايلان منغيستو"، شقيق ابرهام المفقود أيضا في غزة، نتيناهو، وقال في حديث مع "هآرتس": "لقد
استغل الثقة التي منحتها له
العائلات لكي يقوم بعمل ما وعد به، وهو يعتقد ان الهدوء سيتواصل الى الابد. اعتمدنا عليه بأن يبذل كل الجهود،
ويستغل كل الفرص".
وهاجم رئيس المعارضة الإسرائيلي "يتسحاق هرتسوغ" دفع التعويضات، وقال: "الاتفاق مهم لكن سابقة دفع التعويض هي سابقة
خطيرة كان يجب الامتناع عنها، وهي مسجلة على اسم بينت،
ليبرمان ونتنياهو".
0 التعليقات: